Loading...

مش بس قصة عنصرية...

مجدداً، تكررت التصريحات السياسية الرافضة لتزايد ظاهرة اللاجئين السوريين. أفرغ بعض اللبنانيين عنصريتهم تجاه هؤلاء. لا تنتهي الأحكام المسبقة هنا. من أين أتيتم بكل هذه العنصرية؟ رأى الكثيرون ان العنصرية تجاه السوريين بلغت حداً لايمكن تحمله. لذلك، اطلق عدد من الناشطين "الحملة الداعمة للسوريين بوجه العنصريّة" على "فايسبوك".

 

وصل عدد المشاركين الى نحو 5000، رفضوا جميعهم الخطاب العنصري تجاه اللاجئين السوريين. تشاهد على الصفحة عدداً من اللافتات التي رحّبت بالسوريين الهاربين باتجاه عنصرية مقيتة. كتب احدهم "اختلف الفرقاء السياسيون في كل شيء، واتفقوا في عنصريتهم تجاه السوريين"، في حين كتب آخر " 90% من البيوت اللبنانية تم بناؤها على يد السوريين، من يريد ان يكمل عنصريته، فليخرج من بيته".

 

في المقابل، اكمل الناشطون حملتهم على موقع "تويتر" من خلال هاشتاغ "لا_للعنصرية". تداول المغردون صور منددة بالعنصرية. لم يكتفوا بإستنكارها ضد السوريين فقط، بل رفضوها بجميع اشكالها سواء كانت طائفية او طبقية او عرقية. وجه احدهم رسالة بعنوان "للعنصرين فقط"، مذكراً ان كل من نزار قباني، حنا مينا، علي فرزات، ومصطفى العقاد سوريين. في حين طالب احدهم بتكرار هذه الحملة في دول الجوار، للتخفيف عن معاناة اللاجئ السوري.

 

مما لا شك فيه ان تزايد ظاهرة العنصرية تجاه السوريين تتفاقم، لكن لا يجب اغفال وجود مشكلات حقيقية ناتجة من تدفق اللاجئين، خصوصاً مع وصول عدد اللاجئين السوريين إلى نصف عدد اللبنانيين عام 2014، مما يشكل ضغطاً سكانياً وخدماتياً واجتماعياً.

 

كما يعتقد البعض ان العنصرية باتت ستاراً لمنع التعاطي مع قضية التدفق المتزايد للاجئين الى لبنان، في ظل غياب خطة الدولة في مواجهة مشكلات البطالة والضغط على سوق العمل اللبناني.

 

اذ يقدّر تقرير للبنك الدولي أن تدفق اللاجئين السوريين سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الصعبة في سوق العمل، وإلى المزيد من البطالة والعمالة غير الرسمية. ويرجّح التقرير أن يخفّض الصراع السوري معدل النمو الحقيقي في الناتج المحلي بنحو 2.9 نقطة مئوية لكل سنة بين عامي 2012 و2014، مما سيؤدّي إلى خسائر كبيرة في الرواتب، الأرباح، الضرائب، والاستهلاك الفردي، والاستثمار، ويدفع نحو 170 ألف لبناني إلى العيش تحت خط الفقر، ويضاعف البطالة إلى أكثر من 20 في المئة، مقارنة مع 10 في المئة في العام 2013.