Loading...

للأطفال اللاجئين الحق ببيئة آمنة وتعليم في زمن كوفيد-19

 

في أحد مخيمات اللاجئين السوريين في منطقة البقاع، تلهو مجموعة من الأطفال ويعلو صراخهم فرحاً، من دون وضع أي كمامات أو الحفاظ على التباعد الاجتماعي ونظافتهم الشخصية، على رغم التفشي المتزايد لفيروس كورونا المستجد في لبنان.

ويكتظ المخيم بقاطنيه وخيمه، ويفتقد على غرار عشرات المخيمات العشوائية في البلاد إلى الخدمات الأساسية كتوفّر المياه بشكل دائم وشبكات الصرف الصحي، ما من شأنه أن يخلق بيئة حاضنة لانتشار الوباء، وفق ما تحذّر منظمات دولية وصحية.

ويقول أبو إبراهيم، وهو لاجئ سوري في الستينات من عمره يقيم في المخيم منذ سنوات، لـ"مهارات نيوز": "الأطفال كثيرو الحركة والشغب ولا يستطيع أحد حبس حريتهم، ما يجعلهم أكثر عرضة لالتقاط العدوى".

ويروي كيف أنه منذ إقفال المدراس في شهر آذار/مارس، "تحولت باحات المخيم والحدائق القريبة مقصد الأطفال الذين يختلطون مع بعضهم البعض من دون الالتزام بالإرشادات الصحية المتبعة وفي غياب حملات توعية من المنظمات الدولية والمحلية داخل المخيم".

وسارع لبنان إلى إقفال المدارس مع بدء تفشي فيروس كورونا المستجد، الذي سُجلت أول إصابة به خلا شهر شباط/فبراير ثم فرض إغلاقاً عاماً استمر لأشهر. ورغم التدابير الرسمية المتخذة منذ ذلك الحين، يسجل لبنان ازدياداً كبيراً في معدل الإصابات اليومي، بينما تخطى إجمالي الإصابات عتبة 100 ألفاً بينها أكثر من 600 وفاة.

وتشير بيانات وزارة الصحة اللبنانية ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة إلى إصابة أكثر من 900 لاجئ سوري بالوباء.

وجاء تفشي الوباء في وقت يشهد لبنان أسوأ أزماته الاقتصادية والمالية، ما انعكس سلباً على الظروف المعيشية للسكان الذين بات أكثر من نصفهم تحت خط الفقر. وخسر عشرات الآلاف وظائفهم ومصادر دخلهم. ولم يبق اللاجئون السوريون بمنأى عن الأزمة خصوصاً مع تدهور قيمة العملة المحلية وفقدانهم لقدرتهم الشرائية مع ارتفاع الأسعار.

وبحسب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ارتفعت نسبة اللاجئين الذين يعيشون تحت خط الفقر المدقع في الأشهر الأخيرة إلى نسبة تتراوح بين 55 و80 في المئة.

ويقول أبو إبراهيم: "توقفت جميع المصالح المعيشية بسبب الحجر. ومع اقفال المدارس تزايد عدد الأطفال في الشوارع ممن يعملون في جمع الخردة والبلاستيك من مستوعبات النفايات في الطرقات".

ويضيف: "باتت اللقمة وكأنها مغمسة بالكورونا. نخشى أن يلتقطها أي طفل ويحملها معه لينشر العدوى بين قاطني المخيم المكتظ وبينهم عدد من كبار السن".

وتفتقد غالبية المخيمات لمقومات النظافة الأساسية، كتوفر المياه النظيفة والحمامات التي غالباً ما تكون مشتركة، في غياب توزيع دوري للكمامات والمعقمات ومواد التنظيف ولحملات التوعية. كما أن الحفاظ على التباعد الاجتماعي يبدو شبه مستحيل داخل الخيم المتلاصقة.

ويقول محمد (25 عاماً) لـ"مهارات نيوز": "من حق الطفل اللاجئ أن يعيش في بيئة نظيفة تقيه الأوبئة والأمراض على رأسها فيروس كورونا المستجد".

ولا يهدد خطر تفشي الفيروس صحة الأطفال فحسب بل أيضاً مستقبلهم، مع اعتماد نظام التعلّم عن بعد وإرسال الدروس ومقاطع الفيديو يومياً عبر تطبيق واتساب، فيما الكثير من الأهالي لا يمتلكون إلا هاتفاً واحداً ولا يتوفر لديهم حواسيب.

وتقول زينب وهي أم لطفلين اعتادا على ارتياد مدرسة قريبة": "ليس بإمكاننا امتلاك هاتف أو التزوّد بالإنترنت بسبب وضعنا المالي السيء". وتوضح أن من يملكون الهواتف في المخيم "ليسوا قادرين على الاشتراك بخدمة الإنترنت"، وهو ما يجعل مصير عشرات الآلاف من الأطفال مهدداً.

وسبق لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومفوضية شؤون اللاجئين أن حذرتا في بيان مشترك في شهر نيسان/أبريل من أنّ "الذهاب إلى المدرسة كان بالأصل بمثابة تحدِّ يومي أو من الأمور المستحيلة بالنسبة للعديد من الأطفال المهجرين حول العالم، فقد تمكن أقل من نصف مجموع الأطفال اللاجئين فقط ممن هم في سن التعليم من ارتياد المدرسة".

 ومع تفشي الفيروس حول العالم، رجّح الطرفان أن "يبقى عدد أكبر من الأطفال المهجرين خارج المدرسة ولفترة طويلة وقد لا يعود البعض إليها مطلقاً". إلا أنهما أكدا في الوقت ذاته على أنه "على الرغم من أن حياتهم قد تعطلت جراء العنف والنزوح، والآن بسبب الوباء، فإن فرصهم في مستقبل كريم سوف تتعزز إذا ما حصلوا بشكل متكافئ على الدعم والخدمات التي يحتاجونها".

تم انتاج هذا التقرير ضمن برنامج تدريبي لصحافيين شباب، نظمته مؤسسة مهارات مع اليونيسف.

محتويات هذه المادة الصحافية مسؤولية مؤسسة مهارات ولا تعكس بأي حال آراء اليونيسف.

TAG : ,كورونا ,كوفيد 19 ,لاجئين ,لبنان