Loading...
false

غير صحيح

هل يغير لقاح فايزر في هيئة الحمض النووي عند الانسان؟
01/02/2021

نشر الأستاذ في مادة الفيزياء توفيق حداد مقطعاً مصوّراً يدعو فيه لعدم أخذ لقاح فايزر، معلّلاً ذلك بأسباب عدّة منها أنّ اللقاح المنتج بتقنية الحمض النووي الريبي المرسال ((MRNA مأخوذ من الأجنّة المجهضين، وبدخوله إلى الحمض النووي البشري يقوم بتغيير هيئته. ويدّعي أنّه ما من دراسات علميّة موثّقة تنصح بأخذ هذا اللقاح، الذي يحتاج إلى درجة حرارة متدنيّة جداً، وهو ما لا يتطابق مع مناخ مناطقنا العربيّة.

فما هي هذه التقنية التي يعتمدها لقاح فايزر؟ وكيف تعمل داخل جسم الإنسان؟

بحسب منظمة الصحّة العالميّة، تتميّز اللقاحات القائمة على الحمض النووي الريبي المرسال في قدرتها على التطور السريع وتقليل الآثار الجانبية. وتتجنب اللقاحات خطر الاندماج مع جينوم الخلية المضيفة وتكون قادرة على إنتاج بروتين فيروسي نقي.

 تسمح تقنية اللقاح المُصاغ بالجسيمات النانوية الدهنية (LNP) بإيصال دقيق للمعلومات الجينية مع تأثير مساعد على الخلايا العارضة للمستضد (antigen). ويتم تصنيعه في المختبر (in-vitro) بعمليّة نسخ للحمض النووي وهو خال من أي مواد من أصل حيواني.

وتشرح  إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) الخطوات والدراسات السريريّة التي سبقت إعطائها الموافقة لاستعمال لقاح فايزر في مرحلة الاستخدام الطارئ من خلال تجارب سريريّة طالت أكثر من 43000 شخص بنطاق عمري يتراوح بين 19 سنة إلى 91 سنة. وأشارت النتائج إلى أنّ اللقاح فعّال بنسبة 95% وظهرت الأعراض الجانبية في الأيام السبعة الأولى بعد عمليّة التلقيح وكانت في الغالب متكرّرة عند مختلف الاشخاص وخفيفة.

وتشرح منظمة الصحة العالمية كيفية عمل اللقاح إذ لا يستخدم اللقاح بالحمض النووي إلا قسماً من المادة الوراثية لتوفير التعليمات لتكوين بروتينات محددة.

 والحمض النووي الريبي المنزوع الأكسجين (حمض الدنا) والحمض النووي الريبي (حمض الـRNA) هما التعليمات التي تستخدمها خلايا جسم الإنسان لتكوين البروتينات.

 وفي خلايا الجسم يحوَّل في المقام الأول حمض الـDNA إلى حمض الـRNA المرسال الذي يُستخدم بعد ذلك باعتباره المخطط الأولي لتكوين بروتينات محددة. إذ تعتمد تقنية اللقاح بالحمض النووي نقل مجموعة معينة من التعليمات إلى خلايا جسم الإنسان كي تكوّن الخلايا البروتين المحدد الذي يُراد أن يتعرّف عليه جهاز الجسم المناعي ويستجيب له.

ونهج الحمض النووي هو طريقة جديدة لتطوير اللقاحات. وقبل ظهور جائحة كوفيد-19، لم يكن أي لقاح قد خضع بعد لكامل إجراءات الاعتماد لاستخدامه لدى الإنسان رغم استخدام بعض اللقاحات في التجارب على الإنسان.

أمّا في ما يخص عامل الحرارة التي يحتاجها اللقاح ليكون فعّالاً والمحددة بسبعين تحت الصفر، وقال حداد إنّه ظرف غير متوافر في مناطقنا العربية، فإنّ لقاح فايزر يتمّ شحنه وتخزينه في ثلّاجات مخصّصة ومدروسة يملك لبنان عدداً منها وتعمل منظمة الصحة العالمية على تزويده بأخرى جديدة لتلبية احتياجات حملة التلقيح المرتقبة.

رغم أنّ الدراسات وعملية انتاج اللقاحات المضادة لوباء كوفيد-19 ما زالت مستمرّة لإيجاد الوسيلة الأكثر فعالية في تحصين المجتمعات، إلا أنّ لقاح فايز قد نال تصريحاً بالاستخدام الطارئ من قبل أعلى المراجع الصحيّة العالميّة مع استثناءات قليلة، كالنساء الحوامل ومن هم دون 16 عاماً أو من يملكون تاريخ حساسيّة شديد. وبالتالي، فإنّ ما أدلى به الدكتور توفيق حداد في المقطع المصور ينطوي على جملة من المعلومات الخاطئة والمضللة، من شأن تداولها على نطاق واسع أن يخلق خوفاً عند الناس.