Loading...

Météoلبنان علمٌ مع وقف التنفيذ!

كيف الطقس؟ سؤال يسأله كل لبناني وخصوصاً في فصل الخريف والشتاء وبداية الربيع، اما الجواب فيأتيك من مصادر مختلفة، والمعلومات غالباً ما تكون متناقضة.

من المسؤول؟ وهل هناك من رؤية لتطوير قطاع الارصاد الجوية في لبنان؟

 

تساؤلات برسم الايضاح

اصبحت نشرات الطقس المتلفزة في لبنان لزوم ما لايلزم، وخصوصاً في فصل الصيف، إذ تتحول نشرة استعراضية (راجع مقال "مهارات نيوز" -"طقس مستقر على تنورة ماكسي!"). اما في فصول الخريف والشتاء والربيع فيمكن للمشاهد ان يستمع الى ثماني نشرات طقس مختلفة، إذ ان كل مؤسسة تعد ما تشاء وما ترغب وتذيعه من دون اي ضوابط قانونية او التزامات معنوية.

 

معلومات تهم الناس

تساؤلات عدة تطرح عن المعلومات المقدمة من المصادر المختلفة عن حال الطقس وهل هي كافية ومعدة وفقاً للمعايير العلمية والعالمية المتبعة؟

يجيب رئيس مصلحة الارصاد الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي مارك وهيبه عن هذه التساؤلات لـ "مهارات نيوز"، فيقول "ان الحاجة الى معرفة معلومات عن حال الطقس تختلف بين انسان وآخر وفق مجال عمله واهتماماته. فالسياح يهمهم الحصول على معلومات عن الطقس في فصل الصيف، لكنهم يلجأون عادة الى المواقع الألكترونية التي تفتقد الدقة.  

اما رواد البحر فيهتمون للغيوم ودرجة الحرارة وسرعة الرياحوكمية الـ UV التي يرتفع مؤشرها مع نزول اشعة الشمس بزاوية عامودية مع الارض وهي في هذه الحال تكون مؤذية للإنسان.

اما المزارعون فيهتمون صيفاً لعاملي الحرارة والرطوبة، لكن ليس بالضرورة ان كل المزارعين يتابعون نشرات الطقس المتلفزة، فكثير منهم يعتمد على الخبرة الشخصية والتجربة في تدبير امورهم"، لافتاً الى ان هناك قسماً من المستثمرين في هذا القطاع يعتمدون على المعلومات لترشيد الري وتوفير المياه.

يتأسف وهيبة لكون الارصاد الجوية هي مادة علمية غير مدرسة في لبنان لناحية امكان التخصص فيها كشهادة جامعية. اما في المنهاج المدرسي فهي تشكل لمحات ضعيفة لا تؤسس لتطوير هذه المادة العلمية. 

 

دور الاعلام

وعن الحاجة لنشرات الطقس المتلفزة في فصل الصيف، يرى وهيبة "ان تلك النشرات تصبح ملحة في الظروف القصوى، كموجات الحر التي توجب على المزارعين والاطفال والاشخاص الذين يعانون مشاكل صحية، اخذ الاحتياطات اللازمة بشأنها، وكذلك عند توقع هبوب موجات الغبار التي قد تؤثر على الملاحة والصحة وتسبب ازعاجاً للناس".

وفقاً لوهيبة يلعب الاعلام دوراً مهماً في جذب الناس الى التعرف الى هذا العلم المهم والضروري في حياة  الناس، عبر تمرير معلومات جديدة غير مألوفة ترسخ في أذهان الناس مصطلحاتومفاهيم عن قراءة العوامل الجوية، من شأنها ان تساهم في تثقيف الناس وحثهم على التفاعل معها مما يزيد من اهميتها والحاجة الى تطويرها.

ويمكن في مرحلة اولية لمقدمي نشرات الاخبار او معديها ان يحصلوا على اختصاص من الخارج او الخضوع لدورات سريعة تمكنهم من الالمام بحد ادنى من المعلومات العامة لقراءة حركة منخفض جوي وترتيب الاعراض الممكنة وعرض نشرات الطقس المتلفزة بطريقة علمية وهادفة.

ويوكد وهيبه ان ادخال عنصر الاختصاص في نشرات الطقس المحلية "من شأنه ان يحول النشرة من مجرد تلاوة لمعلومات عامة يمكن الحصول عليها من مصادر مختلفة الى مادة علمية تثقيفية تنشر الوعي والالمام بألف باء علم الارصاد الجوية ويسلط الضوء على العوامل المرتقبة من حركة الجبهات الهوائية المختلفة".

 

جغرافيا مميزة

يضيف وهيبة الى ان لبنان، "رغم صغر مساحته الجغرافية، ينطبق على مناخه مفهوم الـ Microclimate. فجغرافية لبنان ليست مسطحة، وبسبب التضاريس المختلفة وموقع لبنان الجغرافي يجعل هناك اختلافات في الطقس بين منطقة واخرى لا تبعدان عن بعضهما اكثر من 10 كلم. حتى ان من الغرائب اللبنانية ان المواطنين يتصلون بمصلحة الارصاد ويطلبون تفاصيل عن الطقس في يوم محدد على صعيد قرية من القرى اللبنانية لتقدير مدى المخاطرة في تنظيم حفل زفاف او حفل في الهواء الطلق".

كما يعتبر ان الفوضى في استقاء المعلومات وتحليلها عن التوقعات الجوية عبر انتشار المودولات الرقمية المختلفة Weather Forecast Model لتحليل معلومات العوامل الجوية فتوجب انشاء هيئة ناظمة لعلوم الارصاد الجوية في لبنان على غرار الهيئات الناظمة الاخرى في القطاعات العامة المختلفة لتوحيد المعايير والمفاهيم المختلفة.

ويختم وهيبه ان امكانات مصلحة الارصاد محدودة، "وفي حال توفير رادارات يمكن اعطاء معلومات محدثة بين الساعة والاخرى عن حركة الغيوم واحتمال سقوط الامطار وكميتها في اية منطقة في لبنان". فمصلحة الارصاد الجوية في مديرية الطيران المدني تقدم نشرتين للطقس صباحاً ومساءً، وتفتقر الى موقع الكتروني، وهذا امر ملفت على المعنيين تداركه سريعاً. فكيف في عصر التكنولوجيا والانترنت ان لا يكون لمصلحة الارصاد الجوية اللبنانية موقع على الشبكة يقدم معلومات محدثة بإنتظام للجمهور ولوسائل الاعلام عند كل تغيير في حالة الطقس عبر Dynamic weather forecast website؟

 

الارصاد الجوية في لبنان اختصاص مع وقف التنفيذ، فإلام ستبقى من العلوم المنسية؟