Loading...
false

غير صحيح

هل المتغيّرات الفيروسية الجديدة تقوّض فعاليّة لقاحات كوفيد ١٩؟
22/02/2021

انتشر في مجموعات على تطبيق "واتساب" معلومات مفادها أن السلالة المتحورة من كوفيد-19 تمنع فعالية اللقاح على غرار "معلومات صادمة... سلالة فيروس كورونا المتحورة تقوض فاعلية اللقاحات وقد تكتسح العالم".

فما هو تأثير السلالات الجديدة من كوفيد-19 على اللقاحات المتاحة؟

في ما يخصّ التحوّرات الجديدة للفيروس، حددت المملكة المتحدة متغيرًا يسمى (B.1.1.7) مع عدد كبير من الطفرات في خريف عام 2020. وتبيّن أنّ هذا المتغير ينتشر بسهولة وبسرعة أكبر من المتغيرات الأخرى.

وفي جنوب أفريقيا، ظهر متغير آخر يسمى (B.1.351) بشكل مستقل عن المتغيّر البريطاني، لكنّه يشترك معه في بعض الطفرات.

أمّا في البرازيل، فقد ظهر متغير يسمى (P.1) يحتوي على مجموعة من الطفرات الإضافية التي قد تؤثر على القدرة على التعرف عليه بواسطة الأجسام المضادة.

وبحسب مراكز مكافحة الأوبئة والأمراض (CDC)، فإن هذه المتغيرات تنتشر بسهولة وسرعة أكبر من المتغيرات الأخرى، ما قد يؤدي إلى المزيد من الإصابات بكوفيد-19 والضغط على موارد الرعاية الصحيّة.

وفي ما يتعلّق بتأثير هذه المتغيّرات على فعاليّة اللقاح، توضح  مراكز مكافحة الأوبئة والأمراض  أنّ الدراسات حتى الآن تشير إلى أنّ الأجسام المضادة الناتجة عن التطعيم بلقاحات مصرح بها حاليًا تتعرف على هذه المتغيرات، بينما لا يزال الملف قيد التحقيق عن كثب ومحور دراسات مستمرة.

وأعلنت منصة كوفاكس موقفها من متغيّرات كوفيد-19 لناحية ضرورة جهوزية مصنعي اللقاح للتكيّف مع التطور الفيروسي لسارس-كوف-2، بما في ذلك إمكانية توفير جرعات معزّزة مستقبلية ولقاحات مُكيَّفة مع هذا التغيّر الفيروسي إذا تبيّن أنها ضرورية من الناحية العلمية.

 وأعلن تحالف ابتكارات التأهب الوبائي (CEPI)، بحسب كوفاكس، تمويله لأبحاث سريرية إضافية لتحسين وتوسيع استخدام اللقاحات الحالية، يمكن أن تكون مفيدة في تحسين استخدام اللقاحات المتاحة بما في ذلك لقاح أسترازنيكا. وتبيّن في المرحلة الثالثة من التجارب أن اللقاح الأخير يوفر الحماية ضد المرض الشديد والوفاة، ما يحتّم ضرورة تحديد فعالية اللقاح عندما يتعلق الأمر بمنع المرض الأكثر خطورة الذي يسببه المتغير المنتشر في جنوب أفريقيا.

وأكّد موقف كوفاكس أنّ منظمة الصحة العالمية تعمل على تعزيز الآلية الحالية لتقييم المتغيرات التي قد تؤثر على تكوين اللقاح وتوسيع هذه الآلية لتقديم إرشادات للمصنعين والبلدان بشأن التغييرات التي قد تكون ضرورية للقاحات.

وبحسب جريدة نيويورك تايمز، أكّدت شركتا فايزر وموديرنا أنّ لقاحاتهما فعالة ضد المتغيرات الجديدة لكنها أقلّ حماية بالنسبة للمتغيّر الظاهر في جنوب أفريقيا.

وفي مقابلة نشرت الصحيفة جزءاً منها، قال رئيس المسؤولين الطبيين في موديرنا الدكتور تال زاكس، إنّ الشركة تقوم بتطوير شكل جديد من لقاحها يمكن استخدامه كحقنة معززة ضد المتغيّر الفيروسي الحاصل في جنوب أفريقيا كإجراء إحترازي، مضيفاً "لا أعرف ما إذا كنا بحاجة إليها وآمل ألا نفعل ذلك".

وقال الرئيس التنفيذي لشركة بايونتيك الدكتور أوجور شاهين إن شركته تحدّثت إلى المنظمين في أنحاء العالم حول أنواع التجارب السريرية المطلوبة للسماح بإصدار جديد من لقاح فايزر بايونتيك من شأنه أن يكون أكثر قدرة على تجنّب المتغير في جنوب أفريقيا. وأكّد أن الدراسات التي تظهر انخفاض مستويات الأجسام المضادة ضد نوع جديد لا تعني أن اللقاح أقل فعالية بشكل متناسب.

في المحصّلة، إنّ اللقاحات المتاحة فعّالة على المتغيّرات الفيروسية الجديدة إنما بحماية أقلّ في وجه المتغيّر المنتشر في جنوب أفريقيا و ما زال ملف تأثير المتغيّرات الجديدة والمتغيّر المنتشر في جنوب أفريقيا بشكل خاص على فعاليّة اللقاحات المتاحة قيد الدرس من قبل المراجع العلميّة الرسميّة. أمّا الأخبار التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وتدخل بيوت الناس، فاللافت ما تتضمنه من عبارات تتوسّل نشر الخوف وتُفقد الناس ثقتها بطواقم الرعاية الصحيّة، وهو ما قد يؤخر عمليّة احتواء كوفيد-19