Loading...

الإعلام اللبناني وتحدي الحرب: استعدادات متواضعة وخطط غائبة

 

على مدار أكثر من عام من الحرب في لبنان بين إسرائيل و"حزب الله"، واجهت وسائل الإعلام، خصوصاً المحلية، تحديات هائلة، سواء بتنظيم عمل فرقها الصحافية وحمايتها، أو أمام جمهورها. ورغم أن مؤشرات وقوع الحرب الواسعة لاحت طوال أشهر من المواجهات الحدودية التي سماها "حزب الله" "جبهة الإسناد"، إلا أن وسائل الإعلام اللبنانية ظلت غير جاهزة لتغطيتها.

 

وبدا واضحاً طوال أشهر أن تجارب وسائل الإعلام اللبنانية، تعكس غياباً للخطط والاستراتيجيات بتغطية الحرب، ولغياب بعض البديهيات بالتعامل مع الفرق الصحافية والمراسلين في الميدان، الذين لا يحظى معظمهم بـ "تأمين الحرب" مثلاً، فيما شكل استهداف إسرائيل للفرق الصحافية على الحدود وقتل الصحافيين، عاملاً ضاغطاً ورادعاً لوسائل الإعلام.

 

ومن هنا، أدركت وسائل الإعلام أن وجودها في الميدان يعني تعرضها لعدو، يدير حربه بعيداً عن كل القوانين الدولية والإنسانية، ولم تكن الفرق الصحافية بمأمن من غاراته، بل كانت هدفاً مباشراً لها! ودفع هذا الواقع معظم وسائل الإعلام إلى الحد من إرسال فرقها الصحافية إلى الميدان. واكتفت غالباً بالاعتماد على صحافيي المناطق المتعاونين معها.  بالمقابل، واجهت وسائل الإعلام عقبات داخلية كبيرة بمعاينة المناطق المستهدفة من الضربات الإسرائيلية، الحدودية والداخلية.

 

لكن التغطية استمرت، خصوصاً لدى التلفزيونات المحلية التي تعد مصدراً أساسياً لمتابعة الأخبار لدى اللبنانيين، لكنها واجهت تحديات هائلة مع منصات التواصل والإعلام البديل، لسرعته بنشر الأخبار، ما أغرق كثيراً من وسائل الإعلام في دوامة الأخبار المضللة وعدم التحقق من صحة المعلومات، سواء عن أماكن الضربات أو عدد الضحايا ونوع الاستهداف.

 

وانعكس ذلك التخبط على أداء الفرق الصحافية، التي ظهر بعضها غير جاهز لتغطية الحروب، ما جعل اللبنانيين أمام أنواع مختلفة من التغطيات المحلية للحرب، أبرزها:

- التغطية المباشرة من عدد محدود من المناطق الحدودية، مثل رميش، لإصدار تقارير عن الضربات الإسرائيلية في عموم المناطق الحدودية.
- نقل أخبار الضربات وأعداد الضحايا وغيرها من التفاصيل.
- نقل الأخبار عن "تيليغرام" وما يبثه "حزب الله" هناك، والخروج بها بتقارير أو رسائل على الهواء.
- رصد تبعات الحرب بشرياً ومادياً وعمرانياً، والمواقف الحكومية والرسمية والسياسية المرافقة لها.

 

ورغم ذلك، لم تخل التغطية من شروخ بين وسائل الإعلام نفسها، خصوصاً لجهة الأولويات بالمعالجة الإخبارية أو السياسات التحريرية.  بالإضافة إلى الانقسام السياسي والطائفي في تقييم الحرب، الذي طبع المشهد الإعلامي وكان مرآة لانقسامات المجتمع اللبناني.

 

أظهر ذلك أهمية وجود خطط واستراتيجيات طوارئ لدى المؤسسات الاعلامية عند تغطية الحروب والنزاعات، ومن الاشكاليات المطروحة: هل امتلكت وسائل الإعلام اللبنانية هذه الخطط؟ وما أبرز التحديات التي واجهتها؟ وكيف كانت جاهزية واستعداد وسائل الإعلام لتغطية الحرب؟ 

 

تجربة "LBC": من الإسناد إلى الحرب

واعتبرت مديرة غرفة الأخبار في قناة "LBCI" لارا زلعوم أن الحديث عن خطط تغطية الحرب يستوجب العودة إلى بداية المساندة التي أعلنها "حزب الله". وقالت: "منذ اللحظة التي شعرنا فيها بتصاعد التوتر، بدأنا بإعداد خطة شاملة. كانت لدينا فرق ترسل يومياً إلى الأرض. ومع تطور الأحداث، قلصنا حجم الفرق، حيث دخلنا روتيناً يومياً استدعى منا إعادة تقييم استراتيجيتنا. وقمنا بالاستعانة بمراسلين متعاونين بالمناطق، وهم يعملون معنا منذ نحو عشر سنوات ما أكسبهم خبرة كبيرة".

 

وخلال فترة المساندة التي اقتصرت على مواجهات حدودية، كان لدى زلعوم وغرفة أخبار القناة تساؤل جوهري: "إذا اندلعت الحرب، من سيكون على الأرض لتغطية الأحداث؟ كيف يمكن ضمان سلامة الصحافيين وعدم تعريض حياتهم للخطر؟".

 

وبالنسبة لجهوزية الفريق، أشارت زلعوم إلى أن بعضهم، مثل لارا الهاشم وإدمون ساسين، تلقيا تدريبات مهمة على المستوى اللوجستي، بالإضافة إلى دورات مع "الصليب الأحمر الدولي" حول كيفية التعامل بظروف الحرب. وتحدثت زلعوم عن المشاكل والمخاطر التي واجهتهم: "كان لدينا قلق دائم حول أمن الزملاء والمصورين والمراسلين المستقلين. في بعض الأحيان، تعرضنا لاستهداف مباشر وأحداث تفلت أمني داخلي. هذه التجارب جعلتنا تحت خطر دائم".

 

أما في ما يتعلق بالسياسات التحريرية، فأوضحت أن "أوقات الحرب فرضت علينا أن نكون دقيقين وصادقين أمام سيل المعلومات غير الدقيقة، وعدم نشر أي معلومة قبل التأكد من مصدرها".

 

لكن تجربة "LBC" هذه لا تعكس وجود خطط تدريب واضحة لجميع الصحافيين والمراسلين. كما أن عملية التدريب لتغطية الحرب، كانت غالباً شخصية وعلى عاتق الصحافي نفسه وليست إلزامية من قبل المؤسسة.

 

تجربة "النهار"

من جهتها، قالت مسؤولة إنتاج المحتوى في جريدة "النهار" ديانا سكيني، أن أهم ما استخلصته من تغطية الحرب وتغطية مؤسستها لها، هو أن الحرب كانت الأقسى على الجانب المهني. وأوضحت: "أقسى ما في الأمر أننا لم نتمكن من رواية قصص معظم الضحايا. لم نعرف أسماءهم ولم نر وجوه أغلبهم. وفي الشق الشخصي، شكلت خسارة زملاء صحافيين لنا في الميدان صدمة، وتيقنا أنه ليس هناك حماية للصحافيين في هذه الحرب الشرسة، وبالتالي كان يجب اتخاذ القرار بإعطاء أولوية لحماية الصحافيين، والتواجد في الأماكن الأقل خطورة".

 

وكان لدى جريدة "النهار" خطة تحريرية معدة لتغطية الحرب، بحسب سكيني: "بدأت عملية الإعداد فور تصاعد التوترات التي كانت تشير إلى احتمالية اندلاع الحرب الواسعة. ووضعنا سيناريوهات مختلفة لكيفية التعامل مع الأحداث الميدانية، بالإضافة إلى تقسيم الأدوار داخل غرفة الأخبار".

 

وارتكزت الخطة وفق سكيني، على "السرعة في نقل المعلومات، والاعتماد على مصادر موثوقة، وضمان سلامة الصحافيين، وتأمين بدائل لأماكن العمل تبعاً للتطورات".

 

أما التحضيرات اللوجستية والتدريبية، فبقيت تحدياً مستمراً، حيث "تم تنظيم ورش عمل للتعامل مع المخاطر، وتدريب الفرق على استخدام المعدات اللازمة في بيئات غير آمنة".  وتضاعفت المخاطر والمخاوف الأمنية لدى فريق "النهار" "بسبب استهداف الإعلاميين، وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق بسبب الأوضاع الميدانية، ومحدودية الاتصال والتواصل في بعض الحالات".

 

وأشارت سكيني إلى معايير أساسية اعتمدوها في إرسال الفرق الصحافية:

- خبرة الصحافي في تغطية النزاعات.
- معرفته بالمناطق المستهدفة.
- توفر إجراءات السلامة الكافية.
- التنسيق مع منظمات مختصة وجهات معنية أو فرق ميدانية محلية لتقييم المخاطر المحتملة قبل اتخاذ أي قرار.

 

وحول السياسة التحريرية، قالت سكيني، أن الأولوية تعطى للأخبار التي تهم الجمهور وتؤثر عليه مباشرة مع تحري دقة المعلومات، بالإضافة إلى الإضاءة على القصة الإنسانية للضحايا. ورغم ذلك، "هناك تحد دائم بتعزيز تأمين الحماية للصحافيين بالتعاون مع جهات أممية ودولية والدولة اللبنانية، حيث نعمل على تعزيز البنية التحتية الرقمية لضمان استمرار التغطية في حال انقطاع وسائل الاتصال التقليدية، ومحاولة تأمين موارد لوجستية أكبر" وتم "تأمين معدات الحماية، وتوفير إرشادات أمنية، والتواصل المستمر مع الصحافيين في الميدان".

 

أين تأمين الحرب؟

أما على مستوى المنصات والصحافة الرقمية والمكتوبة، عمل معظم المراسلين والصحافيين من دون تغطية ودعم من قبل مؤسساتهم، خصوصاً لجهة توفير تأمين صحي و"تأمين حرب".  ومن اللافت أنهم يركزون على الاستعانة بصحافيي المناطق المستقلين (فريلانسرز)، الذين لا تربطهم أساساً بالمؤسسة، أي علاقة قانونية. وهي المسألة التي تتغاضى عن تناولها أو الإضاءة عليها، معظم المنصات والوسائل الرقمية والمكتوبة.

 

وعملياً تتقاطع الإدارات في وسائل الإعلام المحلية، عند تغييب الحديث عن توفير "التأمين الصحي" و"تأمين الحرب" للصحافيين والمراسلين أثناء التغطية.  و"تأمين الحرب"، هو نوع من التأمين الذي تعتمده وسائل الإعلام الأجنبية والوكالات الدولية، للصحافيين والمراسلين، ويكون مصمماً لحمايتهم عندما يكونون في مناطق نزاع وحروب.

 

ويشكل هذا النوع من التأمين حصانة كبيرة، حيث يهدف إلى تغطية المخاطر المحتملة التي قد يتعرض لها الصحافيون أثناء أداء مهامهم في بيئات خطرة وفي مناطق حروب ونزاع.  ومن بعض الخطوات التي يتوجب على وسائل الإعلام إجراءها مع الصحافيين والمراسلين، في إطار "تأمين الحرب":

 

- التعاقد مع شركة تأمين متخصصة: تتعاون المؤسسات الإعلامية مع شركات تأمين لديها خبرة في العمل بمناطق النزاع والحروب. وهي شركات تقدم عروضاً مصممة لتلبية احتياجات الصحافيين العاملين في بيئات خطيرة.
- تخصيص البوليصة: تتفاوض الوسائل الإعلامية على شروط البوليصة لتتناسب مع المهام الخاصة الموكلة إلى الصحافيين، مثل مدة الإقامة في المنطقة وتقييمات المخاطر المحتملة.
- تدريب الصحافيين: تقدم العديد من المؤسسات الإعلامية تدريبات سلامة بشأن كيفية التعامل مع الظروف الخطيرة والعدائية وبيئة الحرب والنزاعات
- دعم متواصل: تؤمن الوسائل الإعلامية دعماً لوجستياً ومعلوماتياً للصحافيين والمراسلين، أثناء التغطية، بما في ذلك التواصل معهم بانتظام والتحقق من سلامتهم.

 

لكن، يبدو أن هذه العوامل، لا يحظى بها الصحافيون والمراسلون اللبنانيون الذين عملوا في الميدان، بعد إرسالهم من قبل مؤسساتهم المحلية. وهو ما تعكسه تجاربهم وشهاداتهم التي أظهرت تضارباً مع ما تقوله إداراتهم، نظراً للمخاطر التي واجهوها وحدهم في الميدان.

 

وهنا، أكدت مراسلة قناة "الجديد"، جسنت عنتر، أنها لم تحظ بمزايا "تأمين الحرب" وما يندرج في إطاره، مضيفة أن تغطيتها للحرب كشفت لها مدى الحاجة إلى الدورات التدريبية والتوعية حول المخاطر في الميدان، بالإضافة إلى الحاجة للدعم النفسي لإدارة التصرف في اللحظات الصعبة أثناء تغطية الحرب.

 

ومن أبرز المشاكل التي واجهتها عنتر، بحسب تصريحها، هو نقص التجهيزات أو عدم توفر تجهيزات متطورة وحديثة. وأوضحت: "على سبيل المثال، الدرع الذي كان معي ومع المصور كان سيئاً. كما كنا نضطر لتغطية الأخبار فقط من الموقع الذي كنت متواجدة فيه من دون الانتقال إلى أماكن أخرى، ما جعل الأمر صعباً للغاية. من المشاكل الأخرى كانت متمثلة في الناس المحاصرين في بيوتهم والأماكن التي كنا نزورها".

 

وأضافت عنتر بأنها لم تكن مطلعة على خطة واضحة لتغطية الحرب من قبل القناة، باستثناء خضوعها لدورتين تدريبيتين، "لكنها لم تكن مرافقة لخطة أو تقييم لأدوارنا وقدراتنا كمراسلين على التغطية".

 

"فرانس برس": تجربة بمعايير دولية

خلافاً لوسائل الإعلام المحلية، تعتمد وكالات الإعلام الدولية على خطط واستراتيجيات خاصة بتغطية الحرب، وبتوزيع فرقها في الميدان، بالإضافة إلى شروط صارمة في اختيار المصطلحات أثناء التغطية، كما توفر "تأمين الحرب" لمراسليها فرقها.

 

وقالت مديرة مكتب بيروت وسوريا في وكالة "فرانس برس" أسيل طبارة، أن الوكالة كجهة عالمية تغطي كل الحروب بنفس الطريقة، مع الالتزام بمعايير الدقة والمصداقية، والتأكد من المصادر وسرعة نقل الخبر. وأضافت أنه عندما بدأت الحرب في غزة، لم يتوقع أحد انطلاق الحرب بسرعة في لبنان. وعندما بدأ القصف من الجنوب اللبناني في اليوم التالي، "أرسلت الوكالة فرقاً من المصورين والمراسلين مع خطة لتقسيم الجنوب إلى قطاعين: فريق في القطاع الغربي وفريق في القطاع الشرقي".

 

ولم تتوقع الوكالة، بحسب طبارة، أن يتم استهداف الصحافيين كما حدث في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2023، عندما أغارت إسرائيل على مجموعة من الصحافيين، بمن فيهم صحافيو "فرانس برس"، ما أدى حينها إلى مقتل الزميل عصام عبدالله من وكالة "رويترز".

وأكملت طبارة: "طالت الإصابات زميلين من مكتبنا، هما كريستينا عاصي، المصورة والصحافية المرسلة من المكتب الإقليمي في قبرص، وديلين كولنز، مسؤول قسم الفيديو بمكتب لبنان وسوريا".

 

وهكذا، دفعت "فرانس برس" ثمناً باهظاً في الحرب، وكانت الصدمة إنذاراً لمراجعة أولوياتها في التغطية. وأوضحت طبارة: "كريستينا أصيبت بإصابة بالغة أدت إلى بتر قدمها، وأجرت أكثر من 20 عملية جراحية، وحتى الآن لا تستطيع المشي".

 

في ضوء ذلك، "قامت الوكالة بمراجعة مخططاتهم وقررت عدم إرسال أي شخص من مكتب بيروت إلى الجنوب، واعتمدت على مراسلين مستقلين هناك، يرسلون الصور والفيديوهات وفق اقتراحاتهم وقدرتهم على الحركة، مع التأكيد على ضرورة عدم التصرف في أماكن الخطر. وتم تزويدهم بالمعدات اللازمة، مثل الخوذ والدروع".

 

أما بالنسبة لخطط عمل المكتب في بيروت، أعدت الوكالة ترتيبات مثل الوكالات الأخرى حيث كانت هناك خطة لنقل الصحافيين إلى موقع آخر أكثر أماناً إذا تطورت الأوضاع. كما التزم الفريق بإرشادات عامة من المكتب الإقليمي حول التغطية المتوازنة.

 

وأبرزت طبارة التحديات التي واجهت فريقها، خصوصاً بعد إصابة اثنين منهم، ما تطلب مواصلة التغطية بطريقة متوازنة من دون تعريض سلامة بقية الفريق للخطر. ورغم الظروف "تمكنا من إنجاح خطتنا بالتغطية، اعتماداً على جهود مراسلينا في المناطق الجنوبية ومراسلي مكتب بيروت".

 

وأوضحت طبارة أن "سلامة الصحافي وتجهيزه، أهم ما يجب أن تتعامل معه المؤسسات الإعلامية كأولوية قبل أي معلومة، مع الحفاظ على المهنية". ورغم الحرب والضغط النفسي، فإن التوازن في التغطية هو شرط نجاحها.

 

وتعرضت الوكالة لانتقادات بشأن تغطيتها للحرب ما بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر، خصوصاً لعدم وصفها حركة "حماس" بالإرهابية، ما استدعى مدير الوكالة للدفاع عن هذا الموقف أمام مجلس الشيوخ الفرنسي. وأضافت طبارة: "أولوية الوكالة كجهة دولية هي وضع مسافة بينهم وبين الخبر للحفاظ على مصداقيتهم، مشددة على أنه حتى لو كان الخبر من لبنان، يجب تقديم الرواية من الجهتين كما يجب".

 

وهكذا، تبرز تجارب وسائل الإعلام المحلية في تغطية الحرب فروقات كبيرة في التوجهات والرؤى، وإن كانت تشترك بعدم وجود خطط واستراتيجيات متكاملة لتغطية الحرب، خلافاً لوكالات الأنباء العالمية.

 

تم إعداد هذا التقرير ضمن مشروع "إصلاح الإعلام وتعزيز حرية التعبير في لبنان". موّل الاتحاد الأوروبي هذا التقرير، وتقع المسؤولية عن محتواه حصرياً على عاتق مؤسسة "مهارات" وهو لا يعكس بالضرورة آراء الاتحاد الأوروبي. وتم نشر التقرير أيضًا على موقع المدن.