Loading...

معرفة الطفل وأهله لحقوقه يعزّز ثقته بنفسه

 

تختصر إيفلينا، في العاشرة من عمرها، ما تعرفه عن حقوقها بحريّة التعبير عن رأيها والذهاب إلى المدرسة للتعلّم. ولا يختلف جوابها عن رأي كثيرين من الأطفال وأهاليهم ممن يقاربون حقوق الأطفال بصورة غير شاملة.

تتحدّث الطفلة عن حقّها في التعبير عن رأيها "بهدوء". وتقول لـ"مهارات نيوز": "لا يحق ليّ الصراخ أو أن أتحدّث بنبرة مرتفعة حتى لو كنت محقّة". وتضيف "عليّ أن أتصرّف بهدوء وأبدي رأيي من دون عنف".

على مقربة منها، يشدّد شقيقها أنطوني (ست سنوات) على حقّه في اللعب. يكرّر أكثر من مرة "يحقّ لي الخروج واللعب على الآيباد، ويحق لي أن أرقص".

يتّفق الشقيقان على حقهما في "الذهاب الى المدرسة"، ويقولان إنهما "لا يحبّذان التعلّم عبر الانترنت" الذي فرضه تفشي فيروس كورونا المستجد.

وغالباً ما يربط الأهالي حقوق الأطفال بحقّهم في التعلّم والطبابة وتلبية احتياجاتهم الأساسية، متناسين، عن جهل في معظم الأحيان، أن الحقوق متكاملة ولا يجب تجزئتها.  

يعدّ الطفل فرداً في الأسرة وعضواً في المجتمع، وهو بالتالي يتمتّع بحقوق ومسؤوليات ملائمة لعمره ومراحل نموه. وتقرّ اتفاقية حقوق الطفل بالكرامة الإنسانية لجميع الأطفال وأهمية ضمان رفاههم ونمائهم وسماع آرائهم ومشاركتهم في القرارات المتعلقة بحياتهم.

ويبدو واضحاً أنّ المجتمع عموماً ليس على دراية تامة بحقوق الطفل. يُظهر استفتاء أجرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أن 80 في المئة من الأفراد المستجوبين يربطون حقوق الطفل بالتعليم فقط، و64 في المئة منهم بالصحة، و15 في المئة بالمشاركة في الحياة العائلية الاجتماعية.

بعد انتقالها من أستراليا للعيش في لبنان، تكرّس رنا (29 عاماً) يوميّاتها للرعاية بأطفالها الأربعة، وأكبرهم في السادسة من عمره. وتقرّ بأنّ "تربية الأطفال أمر صعب وعمليّة تعلّم متبادلة للأهل والأطفال" في آن معاً.
وتعرب عن اعتقادها بأنه لا يمكن إعطاء الأطفال "كامل حرّيتهم لأنّهم قد يتخطون الحدود الموضوعة لهم" مضيفة "الأمر أشبه بتركهم في غابة بمفردهم. العالم مليء بالسيئات أكثر من الإيجابيات وهذا الأمر مخيف".

وتشدّد المعالجة النفسية سينتيا جلوان لـ"مهارات نيوز" على أهميّة أن يدرك الأهل أنّ "للأطفال الحق في البقاء والنمو والحماية والمشاركة في القرارات التي تؤثر على حياتهم".

وانطلاقاً من خبرتها في التعاطي مع الأهالي وأطفالهم، توضح أنّ "الكثير من الأهالي يمنحون أولادهم حقوقهم، لكن هناك فئة لا تعلم فعلياً ما هي الحقوق التي يمتلكها الطفل، وغالباً ما يشددون على الواجبات".

وتقول "ينتبه الأهل أكثر إلى الحقوق المتعلقة بحماية الأطفال من الاستغلال الجنسي". وبينما "يدركون حق أطفالهم بالحصول على الغذاء والرعاية الصحية وعدم التعنيف والتعبير عن الرأي، يفوتهم على سبيل المثال حقهم بأن يكونوا جزءاً من القرارات المتخذة داخل العائلة".

ولا ينبغي أن يُسمح للطفل بأن يعبّر عن رأيه فقط بل أن يؤخذ أيضاً هذا الرأي بعين الاعتبار عند اتخاذ القرارات، وفق جلوان، إذ أنّ "إعطاء الطفل فرصة للمشاركة في اتخاذ قرارات تتعلّق به يكسبه مساحة لتطوير التفكير المستقل والتعبير عنه".

ومن شأن إدراك الطفل لحقوقه، كما تشرح، أن يعزّز ثقته بنفسه ويكسبه قوّة ويساعده أن يكون مستقلّاً لأن التعرّف على حقوقه يحمي الطفل من الاستغلال والإساءة والإهمال".

وتقول ديزيريه (30 عاماً) أنها وأولادها يكتسبون المعرفة بحقوقهم وواجباتهم من خلال أحداث يومية تحصل معهم. وتوضح "نتعلّم من خلالها سوياً ما هي حقوقهم وما هي واجباتهم".

تم انتاج هذا التقرير ضمن برنامج تدريبي لصحافيين شباب، نظمته مؤسسة مهارات مع اليونيسف.

محتويات هذه المادة الصحافية مسؤولية مؤسسة مهارات ولا تعكس بأي حال آراء اليونيسف.

TAG : ,حقوق الطفل ,child right