Loading...

الترفيه حق من حقوق الطفل وعامل أساسي في بناء شخصيته

 

استغلّت سارة الحلاق فترة الإغلاق العام مع بدء تفشي فيروس كورونا المستجد في لبنان لإنشاء صفحة على موقع فيسبوك لعرض ألعاب يدوية صنعتها بنفسها للأطفال، من دون أن تتوقع أن تلقى ابتكاراتها تفاعلاً كبيراً.

وتربط الحلاق التفاعل مع صفحتها "Beit Byout-Handcrafts By Sara" من الأهالي تحديداً، بسبب حاجة الأطفال مع الحجر المنزلي وإغلاق المدارس إلى اللعب والترفيه عن أنفسهم بسبب حرمانهم لفترات طويلة من الخروج لزيارة اصدقائهم أو ارتياد الملاعب وصالات الترفيه.

وتقول "بدأت الفكرة خلال فترة الحجر الصحي، كنت عاطلة عن العمل ولدي الكثير من الوقت لاختراع ألعاب". وتضيف "كنت ألاحظ أن العديد من الأمهات يسألن عن مطابخ خشبية، وأنا أحب الأشغال اليدوية، فبدأت بتنفيذ مطابخ من الورق المقوّى، فأعجب المتابعون بها وبدأوا تزويدي بأفكار أخرى، فأصبحت أنفّذ بحسب الطلب".

تنطلق الحلاق في عملها من قناعة أن "اللعب ليس مضيعة للوقت". وتتعاطى مع الألعاب بوصفها "مهارات يجب تنميتها واعطاؤها مساحة أكبر" في حياة الأطفال اليومية.

وتروي أنها توفّر لطفلها البالغ عاماً ونصف العام "ألعاباً للتسلية وأخرى تعليمية تساعده على اكتساب معارف جديدة كالألوان والأشكال" انطلاقاً من مساهمتها في تشكيل شخصيّة الطفل.

مع ملازمة غالبية الأطفال للمنازل منذ مطلع العام الحالي مع تفشي وباء كوفيد-19، الذي يسجّل معدلات إصابة يومية مرتفعة، بات من الضروري إيجاد وسائل ترفيه للأطفال.

وتقول رانيا، وهو اسم مستعار، إنه قبل تفشي الوباء "كان أطفالي يذهبون إلى المدرسة ويعودون ثم يقومون بواجباتهم المدرسيّة وهكذا ينتهي النهار، بينما نقصد في أيام العطل الملاهي أو نقوم بنزهات، لكن مع ظهور كورونا والالتزام بالحجر الصحي، اختلف كل شيء".

وتضيف "عانيت الكثير من المشاكل مع أطفالي خلال فترة الحجر الصحي، فليس لدينا عدد كافٍ من الألعاب. باتوا يبتكرون الألعاب من الورق وأغراض المنزل".

واللعب حق من حقوق الطفل الأساسية. ونصّت المادة 31 من اتفاقية حقوق الطفل على أن "تعترف الدول الأطراف بحق الطفل في الراحة ووقت الفراغ، ومزاولة الألعاب وأنشطة الاستجمام المناسبة لسنّه".

كما أنّ على الدول الأطراف، بحسب الاتفاقية، أن تحترم وتعزز حق الطفل في المشاركة الكاملة في الحياة الثقافية والفنية وتشجع على توفير فرص ملائمة ومتساوية للنشاط الثقافي والفني والاستجمام وأنشطة أوقات الفراغ.

وينطوي الترفيه، وفق ما يوضح المعالج النفسي نبيل خوري لـ"مهارات نيوز"، على الكثير من الإيجابيات وهو لصالح نموّ الطفل النفسي. ويخلق جوّاً تفاعلياً ونفسياً وعاطفياً وإيجابياً بين الأهل والأبناء، مما يسمح للطفل ببناء ثقته بنفسه أمام أهله، ويدرّبه على التأقلم الاجتماعي والحضور الفاعِل في بيئته.

كما يساهم، وفق خوري، في تعزيز مهارات الجسد، ويساعد على تنمية سلوكيات الأولاد وضبطها، خصوصاً أولئك الذين يعانون من الإفراط الحركي.

ومن هنا أهمية ألا يُحرم أي طفل من حقه في الترفيه. فكل لعبة يمكن أن تحمل الكثير من المعلومات والأفكار والأساليب التي تساعد الطفل على تعلم أشياء جديدة، على غرار لعبة التفاعلات الكيميائية "Scientific Mind". فهي في ظاهرها أداة للتسلية، لكن تعمل في جوهرها على إيصال معلومات متعلقة بالعلوم والفيزياء والكيمياء بطريقة سلسة وبسيطة ومسلية.

كما أن من شأن اللعب والاستجمام، إلى جانب ما يوفرانه من متعة وبهجة، أن ينميّا روح الابتكار والمخيلة والثقة في النفس والكفاءة الذاتية، فضلاً عن القوة والمهارات البدنية والاجتماعية والمعرفية والعاطفية لدى الأطفال.

تم انتاج هذا التقرير ضمن برنامج تدريبي لصحافيين شباب، نظمته مؤسسة مهارات مع اليونيسف.

محتويات هذه المادة الصحافية مسؤولية مؤسسة مهارات ولا تعكس بأي حال آراء اليونيسف.

TAG : ,child right ,حقوق الطفل