Loading...

الألعاب الإلكترونية/التقليدية: أي خيار أفضل لأطفالنا؟

 

قبل سنوات عدة، لم تعر إيناس اهتماماً للهو أطفالها الثلاثة بالألعاب الإلكترونيّة والانترنت لساعات طويلة، إلى أن حصلت فاجعة في قريتها بدّلت كل شيء وجعلتها تراقب عن كثب استخدامهم للمواقع والتطبيقات.

وتقول إيناس وهي أم لثلاثة أطفال هم علي وعمر وأنس لـ"مهارات نيوز": "أولادي كالعديد من أبناء جيلهم تأثروا بالتكنولوجيا وأصبح اليوتيوب يأخذ قسماً من وقتهم كما الألعاب الإلكترونية".

وتضيف "لم أعِرْ الموضوع أي اهتمام لأنّهم كانوا ينصرفون إلى الألعاب الإلكترونية ومشاهدة يوتيوب بعد الانتهاء من دروسهم، وكنتُ أعتبره وقتاً للترفيه عن أنفسهم إلى أن أقدم ابن جيراننا (7 سنوات) على شنق نفسه وفارق الحياة بعدما جرّته اللعبة الإلكترونية مريم إلى هذا الفعل".

إثر ذلك، بدأت إيناس مراقبة استخدام أطفالها للإنترنت. وتقول إنها بدأت تلاحظ كيف "يستخدم صانعو المحتوى على يوتيوب طريقة ذكية للتأثير على الأطفال وعلى سلوكهم". وفي المقابل، أصبحت "أكثر حرصاً على تشجيعهم على الألعاب التقليدية، فسجّلتهم في نادي فروسية ودورة لتعلم السباحة، واشتريت لهم دراجة هوائية وكرة قدم للعب".

لم يعد غريباً أن ينجذب الأطفال نحو الألعاب الإلكترونية على حساب الألعاب الأخرى. ففي ظل الطفرة التكنولوجية التي أثرت بشكل مباشر على ميول الأطفال واختياراتهم لأساليب تعلمهم وأدوات لهوهم، لم تعد الألعاب التقليدية تثير اهتمامهم أو تجذبهم.

بعدما اشترى له والده جهاز آيباد، تخلّى علي (8 سنوات) عن لعب كرة القدم مع أصدقائه. ويقول لـ"مهارات نيوز": "أصبحت ألعب كرة القدم وسباق السيارات على الجهاز".

أمّا سارة (6 سنوات) فتلهو خلال وقت الفراغ مع صديقاتها بالباربي. وتوضح "لا تسمح لي أمي باللعب على الهاتف، يمكنني فقط مشاهدة الصور ومقاطع الفيديو العائدة لي ولأشقائي بينما تمسك هي بالهاتف".

تجد أمهات كثيرات في الألعاب الإلكترونية وسيلة لإسكات أطفالهن من دون التفكير بعواقبها.

وتقول أم حمزة بأسف "أنا سبب إدمان ابنتي (3 سنوات) على الهاتف. كانت دائمة البكاء والصراخ ما جعلني عاجزة في أحيان كثيرة عن تدريس أخيها الذي يكبرها بسنتين، حتى أنها كانت تعيق قيامي بواجباتي المنزلية".

وتضيف "كان عليّ دائماً حملها والاهتمام بها حصراً كي تتوقف عن البكاء، ولأجل هذا رأيتُ أن الحل الوحيد" هو بمنحها الهاتف، موضحة أنها أحياناً ترفض الأكل بسبب انشغالها باللهو بالهاتف. ويدفعها ذلك للتعاطي بقسوة معها في محاولةً "لإبعادها عن الألعاب الإلكترونية التي أخذت متسعاً كبيراً" من وقتها.

ممارسة الرقابة

مع وجود الهواتف النقالة والألواح الإلكترونية في عدد كبير من المنازل، ما المطلوب من الأهالي؟ تجيب الباحثة الاجتماعية سارة بيطار "يتحمّل الأهل مسؤولية ما يصل إليه أولادهم، وعليه يجب أن يمارسوا رقابة لتحفيزهم على متابعة أو لعب ما هو مفيد لهم، وتجنّب كلّ ما يشجعهم على العنف أو الانطواء على النفس".

وتساعد بعض الألعاب التكنولوجية الطفل، وفق بيطار، على "تنمية ذاكرته والتركيز وتوسّع خياله وتفكيره خصوصاً ألعاب الذاكرة والألعاب الحسابية على سبيل المثال".

وينبغي على الأهالي كذلك تشجيع أطفالهم على تخصيص وقت للألعاب التقليدية، التي باتت في ظل التطور التكنولوجي على ممارسة رياضات أو هوايات معينة.

وتشرح بيطار أنّ "الألعاب الإلكترونية غالباً ما تكون فردية وأحياناً مع مجموعة لكن من خلف الشاشة، ما يؤدي إلى فقدان الطفل طرق التواصل، وتعزيز الانطواء والخمول". وتضيف "من الناحية الجسدية، تُعتبر الألعاب التقليدية مهمة جداً لمرونة جسد الأطفال والدورة الدموية وغيرها من الفوائد".

ومن الناحية النفسية، يبني الأطفال من خلالها "عملية تواصل ومشاركة مع أقرانهم وتنمّي لديهم دقة الملاحظة، كما تتيح للطفل فرصة ليعبر عن مشاعره ويتعلم كيف يتقبل الربح والخسارة".

وتعدّ الألعاب بشكل عام، وفق بيطار، جزءاً أساسياً من حياة الطفل، وتساهم في بناء شخصيته وتطوير مفاهيمه الاجتماعية وتعزيز قدراته. وتوضح أن "الألعاب التقليدية تعدّ علاجاً فعالاً للأطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية وتشكّل أداة أو وسيلة لتفريغ ما بداخلهم".

تم انتاج هذا التقرير ضمن برنامج تدريبي لصحافيين شباب، نظمته مؤسسة مهارات مع اليونيسف.

محتويات هذه المادة الصحافية مسؤولية مؤسسة مهارات ولا تعكس بأي حال آراء اليونيسف.

 

TAG : ,الالعاب الالكترونية ,ادمان ,الانترنت