Loading...

نساء اختبرن الإجهاض: الدعم النفسي أولوية

 

عند حملها للمرة الأولى، لم تتوقّع فرح (21 عامًا) أن فرحتها لن تكتمل وأنها ستخسر جنينها وتدخل في مرحلة اكتئاب ما بعد الإجهاض، بغياب الرعاية النفسية التي تعد أولوية في حالات مماثلة لضمان عدم معاناة السيدة بصمت.     

 

وتقول فرح التي تقطن مع زوجها في منزل والديه بسبب تردّي الظروف الاقتصادية لموقع "مهارات نيوز": "منذ تزوجت وأنا أحلم بأن أصبح أماً حتى أنني بدأت زيارة أطباء نسائيين بعد شهر على زواجي للتأكد من قدرتي على الإنجاب".

 

وتضيف: "وصلت الفكرة لدي حدّ الهوس، وبعد فترة حملت بطفلي الأول وغمرتني سعادة كبيرة، لكن فرحتي لم تكتمل وأجهضت الجنين" بسبب المجهود التي كانت تبذله لإنجاز الأعمال المنزلية، على حدّ قولها.

 

بعد هذه التجربة، ألقت فرح باللوم على زوجها "لأنه لم يستأجر لي منزلاً خاصاً، وحمّلته وعائلته سبب الإجهاض بعدما كنت أمضي ساعات في خدمة أهله وتحمل المسؤولية".

 

لم تكن المرحلة التي تلت الإجهاض سهلة على فرح التي تستعيد مشاعرها بالقول "انهار كل شيء في نظري"، بينما كان محيطها يلقي اللوم عليها بسبب هوسها بإنجاب طفل وعدم منح نفسها وقتاً. وتشير إلى أنها "بعد فترة هدأت ورضيت بنصيبي".

 

وفق منظمة الصحة العالمية، تحدث 73 مليون حالة إجهاض في كل عام، معظمها تقريباً غير آمنة. وتنتهي ست من كل عشر حالات حمل غير مقصود بالإجهاض المتعمّد. 

 

وإذا كانت فرح اختبرت تجربة الإجهاض رغماً عنها، إلا أن سارة (34 عاماً)، التي فضّلت استخدام اسم مستعار، اختارت بنفسها خوض هذه الطريق.

 

وتروي لموقع "مهارات نيوز": "تزوجت بعمر 31 سنة وكانت لديَ مخاوف من عدم الإنجاب، لذا بدأت أترقب الحصول على بشارة الحمل وحصل ما تمنيت،  حملت بطفلتي الأولى".

 

وتتابع "بعد إنجابها، بدأت تتفاقم الأزمة الاقتصادية وتردت الأوضاع على الصعد كافة، لذا فكرت بالحمل مجدداً خوفاً من عدم قدرتي على الإنجاب مرة أخرى" مستعيدة كيف تأثرت بعائلتها "التي كان تطالبني بالإنجاب في أسرع وقت ممكن، بخلاف عائلة زوجي التي كانت تطلب مني التريث وتربية الطفلة".

 

بعد أربعة أشهر من ولادة طفلتها الأولى، علمت بحملها مجدداً لكنها لم تشعر بفرح، إذ "كانت نظرات من يرفض فكرة حملي للمرة الثانية تلاحقني وكأنها تلومني على ما فعلت، لذا قررت ومن دون العودة إلى أحد أن أجهض. زرت طبيباً نسائياً، وطلبت منه تزويدي بدواء لإجهاض الجنين، وتمت العملية بنجاح".

 

ورغم اتخاذها القرار بذاتها، لكنها شعرت بالذنب لاحقاً.

 

وتقول "ندمت لاحقاً على إقدامي على هذه الخطوة"، معتبرة أن "فكرة الإجهاض في ذلك الوقت ربما كان لا بد منها على وقع تحديات كبيرة شهدها لبنان تتعلق بانقطاع الحليب والحفاضات"، لكنها اليوم تخطت تلك المرحلة وهي تستعد لاستقبال مولود جديد.

 

والاجهاض في لبنان مخالف للقانون وقد يضع التدخل الطبي غير الآمن، الذي غالباً ما يحصل سراً، حياة المرأة في خطر وقد يعرّضها للاستغلال المالي، ما يدفع الجمعيات المعنية بحقوق النساء إلى المطالبة بتشريع حق المرأة في التحكم بجسدها وتأمين إجهاض آمن وقانوني.

 

وبحسب منظمة الصحة العالمية، حين تكون امرأة أو فتاة ما مصممة على إنهاء حملها فإنها ستفعل ذلك بغضّ النظر عن سلامة وقانونية الإجراء المتبع. فحين ‏لا تتوفر الرعاية الآمنة للإجهاض تجدها تخاطر بحياتها لإنهاء الحمل بطريقة غير آمنة، غالباً لأن البديل لا يحتمل. ‏

 

ويشكّل عدم إتاحة الرعاية المأمونة والمناسبة التوقيت والمعقولة التكلفة والمحترمة في مجال الإجهاض خطراً لا على الصحة البدنية للنساء والفتيات فحسب، بل على رفاههن النفسي والاجتماعي أيضاً، بحسب منظمة أطباء بلا حدود.

 

ومن هنا أهمية الدعم النفسي للمرأة التي تخوض تجربة الإجهاض، خصوصاً في مراحل متقدمة من الحمل، لمساعدة المرأة على استعادة روتين حياتها الطبيعي في أقصر وقت ممكن وحثها على إدخال أنشطة إلى يومياتها على غرار الرياضة والهوايات والعلاقات الاجتماعية الإيجابية.

 

في عيادات وكالة الأونروا في لبنان، جرى قبل ست سنوات استحداث قسم الدعم النفسي الذي يقدم دعماً نفسياً لفئات عدّة بينها الحوامل والنساء اللواتي خضعن للإجهاض.

 

ويقول رئيس دائرة الصحة في الأونروا في لبنان الدكتور عبد الحكيم شناعة لموقع "مهارات نيوز": "شهدت أقسام الدعم النفسي في الفترة الأخيرة ارتفاعاً في نسبة المرتادين خصوصاً الحوامل والنساء اللواتي يجهضن" موضحاً أنهنّ "يتلقين الدعم من قبل قابلة قانونية في العيادة، ليتحدد بعدها مستوى الحالة".

 

ويضيف: "إما تستمر القابلة بالمتابعة إذا كانت الحالة في بداياتها، أو يتم تحويلها إلى أخصائيي الدعم النفسي إذا كانت متقدمة" مشيراً الى حرص القسم النفسي على "تقديم الدعم إلى نساء يعانين الاكتئاب أثناء فترة الحمل وبعده، وتقديم المساعدة والمساندة للنساء اللواتي يجهضن ويعانين توتراً واكتئاباً".

 

المستفيدون من برنامج الصحة النفسية بشكل عام

السنة

عدد المستفيدين

عدد الاستشارات*

2019

1106

5200 استشارة

2021

2534

10175 استشارة

2022

أكثر من 3000

16000 استشارة لغاية اليوم

 

* تشمل الاستشارات عمليات المسح والتقييم والمتابعة والإرشاد وتقديم الخدمة المباشرة من أدوية وتدخلات مختلفة.

 

الصحة النفسية للحوامل

 
 
 

TAG : ,الحمل ,الحوامل ,النساء ,الإجهاض ,الصحة النفسية ,اكتئاب ,الرعاية النفسية