Loading...
false

غير صحيح

إيراني فيول
الفيول الإيراني كمثيله العراقي غير صالح للاستخدام
19/03/2021

 

يتداول عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي منذ أيام خبراً عن إرسال إيران 10 صهاريج من الفيول عبر العراق إلى لبنان، كمساعدة في ظل أزمة نقص الفيول الحاصلة. وفي خطابه الأخير ليل الخميس، تطرق الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى إمكانية شراء الفيول الإيراني مقابل تسهيلات مالية.

وقال نصرالله "لدينا صديق أسمه إيران، تفضل يا لبنان، مشتقات ‏نفطية وفيول وبنزين ومازوت، حتى الغاز إذا كان لديك إمكانية النقل، لأنه هناك مشاكل فنية بنقل ‏الغاز، أي شيء له علاقة في هذا المجال بالحد الأدنى، وهذا أنا الذي أُملي يدي منه 100 %. ‏تفضلوا فلتشتروا بالليرة اللبنانية". ولكن هل يتمتع هذا الفيول بالجودة اللازمة  لاستخدامه في توليد الكهرباء؟ 

 

توضح الخبيرة في النفط الخام والناقلات النفطية والجيوسياسية في الخليج العربي نوام ريدان لـ"مهارات نيوز"،  أن مواصفات الفيول الإيراني الذي يتم الحديث  عن استيراده ، شبه مطابقة للفيول العراقي، الذي يحتوي على كمية كبيرة من مادة الكبريت والمعروفة بالـ SO2. 

 

وتشرح: "لا يمكن استخدام النفط العراقي أو الإيراني  لأنهما يحتويان على نسبة عالية من الكبريت، إذ لا يتوفر في البلدين  وحدات متطورة لتكرير الغاز والفيول بطريقة جيدة ليصبح مطابقًا للمواصفات العالمية. ويعني ذلك أنه غير قابلٍ للاستعمال في معامل توليد الطاقة وغيرها لأن المصافي المتوفّرة بسيطة، خلافًا للدول المتطورة التي تستخدم مصاف معقدة، ينتج عنها فيول قابل للاستخدام". 

 

ما هي آثار استخدام هذا الفيول؟

 

تقول  ريدان إن العناصر الكيميائية غير المرغوبة الموجودة في هذا الفيول، تؤدي إلى تحلل أدوات المعامل وتعطّل عملها، ما يقود  إلى تكبد تكاليف عالية لإعادة تأهيل المعامل أو تصليحها

 

وعلى الصعيد الصحي، تؤدّي نسب للكبريت العالية جدًّا في الفيولإلى أمراض خطيرة منها رئوية ومنها مزمنة وقاتلة، عدا عن الضرر البيئي الكبير. ومن شأنه أن يؤدي إلى تلوث الهواء في محيط المعامل  التربة والماء بسبب المادة الصادرة عن الكبريت. 

 

إذًا، من شأن استخدام الفيول العراقي أو الإيراني، على حد سواء، أن يؤدي إلى كوارث بيئية ومادية وبشرية-صحية. ويعني ذلك أنّ تخفيف الكلفة المادية التي يقترحها المسؤولون اليوم  سيدفع ثمنها اللبنانيون غدًا صحيًا وبيئيًا عدا عن كافة صيانة المعامل. لهذا، على الدولة القيام بدراسة أثر بيئي للمواد التي تقوم استيرادها، عوضًا عن الاستهتار بجودة الفيول المستخدم رغم مخاطره.