نشر موقع حزب الكتائب اللبنانية مقالا بعنوان "سبب يزيد خطر الوفاة بكورونا بنسبة 15% على الأقل.. وفي لبنان أعلى!"

وجاء في مقدمة المقال: "التلوث يزيد من خطر الوفاة بفيروس كورونا بنسبة تقرب من 15% في المعدل عالمياً، هذا ما أظهرته دراسة جديدة. وفي حين لم تتطرق الدراسة الى لبنان لكن المعلوم أن نسب التلوث الجويّ مرتفعة جداً بسبب النفايات وعوامل أخرى".

فهل الأرقام الواردة في المقال صحيحة؟ وهل التلوّث يزيد فعلا خطر الوفاة بكورونا؟

استند المقال إلى ما نشره موقع منظمة إسكارديو حول دراسة يمكن العودة إليها على موقع "cardiovascular research". وبحسب ما نشره موقع المنظمة فإن "حوالي 15٪ من الوفيات في جميع أنحاء العالم بسبب COVID-19 يمكن أن يعود سببها للتعرض طويل الأمد لتلوث الهواء. كانت النسبة في أوروبا حوالي 19٪ ، وفي أمريكا الشمالية 17٪ ، وفي شرق آسيا حوالي 27٪.".

ولكن الدراسة أوضحت أن هذا لا يعني وجود علاقة سببية مباشرة بين تلوث الهواء ومعدل وفيات كوفيد 19.

“attributable fraction does not imply a direct cause-effect relationship between air pollution and COVID-19 mortality".

وفي هذا الإطار أجرت منظمة الصحّة العالمية(WHO) ضمن برنامج (science in 5) مقابلة إلكترونية مع الدكتورة ماريا نييرا التّي أكّدت أنه نظرا إلى أن التلوّث الهوائي يشكّل سببا أساسيّا في أمراض الجهاز التنفسي وكون فيروس كورونا يصيب الجهاز التنفسي بأساسه إذا لا شكّ أن هناك رابط أساسي بين التلوّث الهوائي وكورونا، دون تطرّق الدكتورة إلى علاقة سببيّة مباشرة بينهما.

إذا المقال المنشورعبر موقع الكتائب اللبنانية صحيح لجهة نقل أرقام الدراسة ويتطابق مع ما هدفت له الدراسة بربط ازدياد خطورة كوفيد 19 بالتلوّث الهوائي.

لكن ولزوم الدقّة في الأمور العلميّة لم تذكر الدراسة أي معلومة عن لبنان تحديداً. ويبلغ معدل تلوث الجسيمات في بيروت (PM2.5) حوالى 32 ميكروغرام لكل متر مكعب متخطياً المعدّل المقبول عالمياً وهو 10 ميكروغرام لكل متر مربع. بحسب ما جاء على موقع الرابطة الدولية للمساعدة الطبية للمسافرين.