Loading...
false

غير صحيح

1200X675 Cmsv2 8047F9fa 96Ac 570C 9E74 3Ec7f4369bcf 8411222
هل الحزمة الأوروبية القادمة إلى لبنان غير مشروطة؟
16/05/2024

تصدر اهتمامات اللبنانيين ملف النزوح السوري في لبنان وحزمة المساعدات الأوروبية بقيمة مليار دولار التي أعلنت عنها  رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين في مؤتمر صحافي بحضور رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس في 3 أيار 2024.

وبعد الضجة التي اثارها الاعلان عن الحزمة، أكّد ميقاتي لاسيما في جلسة التشاور الاخيرة في مجلس النواب أن هذه المساعدات غير مشروطة بأي شروط مسبقة أو لاحقة، ولم يتم توقيع أي اتفاق مع الإتحاد الأوروبي بشأنها. 

 

فهل الهبة الأوروبية القادمة إلى لبنان غير مشروطة؟

 

أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فان دير لاين عن حزمة مساعدات مالية بقيمة مليار يورو، ستكون متاحة حتى العام 2027، أي و بعملية حسابية ستكون الحصة السنوية للبنان 250 مليون يورو. لم يتضمن بيان المفوضية اشارة الى سياقها وانما ذكر البيان انها في اطار الدعم المستمر للبنان.

بعد الإعلان عنها، تناولت وسائل الإعلام ملف الهبة على أنّها معركة يخوضها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وتوالت التحليلات حول كون هذه المساعدات رشوة لإبقاء النازحين السوريين أو طوق نجاة للبنان، بالإضافة إلى الكثير من المواقف الرافضة لها، على الصعيد السياسي ترافقت مع تحرّكات مطلبيّة لرفضها.

وعلى إثر الحملة الرافضة للحزمة الأوروبية، أصدر المكتب الإعلامي لميقاتي بتاريخ 4 أيار 2024،  بيانا يشرح فيه أنّ "حزمة المليار دولار مساعدة غير مشروطة للبنان واللبنانيين حصراً وتشمل القطاعات الصحية والتربوية والحماية الإجتماعية والعائلات الأكثر فقراً إضافة الى مساعدات للجيش والقوى الأمنية من أمن عام وقوى أمن داخلي لضبط الحدود البرية، زيادة العديد والعتاد، وكل ما يقال خلاف ذلك مجرد كلام فارغ واتهامات سياسية غير صحيحة".

 

وتوازيا مع البيان، ومع ازدياد الضغط على ميقاتي وعلى ملف الحزمة الأوروبية طلب ميقاتي من الرئيس نبيه بري الدعوة إلى جلسة نيابية. وبالفعل اجتمع مجلس النواب في 15 أيار 2024، حيث كرّر ميقاتي خلال مداخلته أنّ "هذه المساعدات غير مشروطة بأي شروط مسبقة أو لاحقة، ولم يتم توقيع أي اتفاق مع الإتحاد الأوروبي بشأنها، بل هي استمرار للمساعدات السابقة". 

أي أنّ ميقاتي وخلال مداخلته في المجلس النيابي، ذكر سياق الهبة بأنها استمرار للمساعدات السابقة على عكس البيان السابق في 4 أيار 2024، الذي اكتفى بشرح استعمالات هذه الحزمة المالية وبأنها غير مشروطة دون ذكر سياقها.

بعد مداخلة ميقاتي، بدأت مداخلة النائب جبران باسيل الذي صرّح أنّ "الهبة الأوروبية هي امتداد لخطة الاستجابة للازمة اللبنانية LCRP فهي إذا مشروطة، ولا يوجد أموال تأتي إلى لبنان في ملف النازحين إلاّ وتكون مشروطة، اما عبر الدولة أو عبر المنظمات غير الحكومية بهدف واحد وهو إبقاء اللاجئين السوريين في لبنان".

 

بالعودة إلى خطة الاستجابة للأزمة اللبنانية LCRP، فقد تم إطلاق هذه الخطة من قبل الأمم المتحدة مع تفاقم النزوح السوري جرّاء الحرب، وقد حصل لبنان منذ 2015 على 9.3 مليار دولار كدعم  للنازحين السوريين، الفئات اللبنانية المهمّشة واللاجئين الفلسطينيين والمؤسسات العامّة.

وقد أصدرت الأمم المتحدة عدّة تقارير منذ العام 2016 حتى العام 2023، لتزويد الحكومة بمعلومات شفافة وفي الوقت الحقيقي عن تدفقات المساعدات القادمة إلى لبنان ويتمّ ذلك من خلال تحديثات فصلية عن المساعدات المالية المبلّغ عنها والالتزامات المالية المستقبلية المتوقّعة للبنان. وتقدم التحديثات الفصلية أيضًا لمحة عامة عن الدعم المقدّم من الجهات المانحة تلبية  لخطة الاستجابة للأزمة اللبنانية (LCRP)، وخطة الاستجابة للطوارئ، وإطار الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار(3RF).

واستنادا إلى هذه التقارير، يتبيّن أن الاتحاد الأوروبي كان جزءا منها، ومن العام 2017 حتى العام 2023 كان من ضمن لائحة "Top 10 Donors"، فعلى سبيل المثال في العام 2017، أعطى الاتحاد الأوروبي لبنان مساعدات مالية بقيمة ما يقارب 235 مليون دولار، وفي العام 2018 تقريبا 278 مليون دولار، وصولا إلى العام 2023 حيث ساهم ب234 مليون دولار.

وعودة الى الحزمة الأوروبية الجديدة التي ستكون متاحة حتى العام 2027، وبعملية حسابية ستكون حصّة لبنان السنوية حوالي 250 مليون دولار في السنة اي موازية لما كانت مساهماته في السنوات السابقة منذ 2015.

أي أنّ الاتحاد الأوروبي ومساعداته، هي جزء من خطة الـLCRP، وبالتالي فهي مشروطة بسياق معيّن، إذ تفصّل التقارير كيف يتمّ صرف هذه المساعدات المالية.

 

لكن لماذا لم يطرح ميقاتي قبل الجلسة النيابية، سياق هذه الحزمة الأوروبية وأنّها من ضمن المساعدات المقدّمة؟ 

للإجابة على السؤال، يقول النائب فراس حمدان في مقابلة لـ"مهارات نيوز"، أنّ "كل ما قام به ميقاتي هو لتحقيق انجاز له بأنّه استحصل على هبة مالية بقيمة مليار دولار في الوقت الذي يستفيد لبنان من هذه المساعدات منذ سنوات".

 

أي أنّ ما ذكره رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حول أنّ الحزمة الأوروبية غير مشروطة غير صحيح، إذ إنّ هذه الحزمة هي ضمن خطة الاستجابة للأزمة اللبنانية (LCRP) التي تموّل لبنان بسبب أعباء النزوح السوري، بالإضافة إلى أنّها ليست حزمة جديدة استحصل عليها حصرا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بل هي استكمالا للمساعدات السابقة.